الخميس 4 ديسمبر 2025 | 12:42 م

لحظات الاحتضار الأخيرة للجماعة الإرهابية.. «مصر الآن» تكشف قيادات «الإعلام التعبوي» للإخوان لبث الشائعات وتشويه الانتخابات

شارك الان

 عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإصدار قرار تنفيذي بحظر جماعة الإخوان المسلمين في مصر ولبنان والأردن، وما تبعه من موافقة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون يصنّف الجماعة منظمة إرهابية عالمية، أصيبت قيادات الإخوان بحالة غير مسبوقة من الارتباك.

 ظهر هذا الارتباك جليا في سلسلة محاولات محمومة لإطلاق الشائعات وتشويه المشهد الانتخابي المصري، وكأن الجماعة تعيش لحظات الاحتضار الأخيرة قبل خروجها من المشهد الدولي بالكامل.

وفي مساء بدا اعتياديا، تحولت منصات التواصل الاجتماعي فجأة إلى ساحة ضجيج مدبر، تصدرت حسابات محسوبة على الجماعة موجة شائعات تزعم تزوير الانتخابات البرلمانية، في محاولة لصناعة فوضى معنوية وإرباك وعي الناخب. 

ورغم ظاهرها العبثي، فإن هذه الحملة كانت امتدادا لمنظومة دعائية تدار من إسطنبول، وتحديدا من وحدة دعائية منظمة داخل حي فاتح، تعمل منذ سنوات كغرفة عمليات إعلامية مهمتها بث الشائعات وترويج السرديات المضللة لضرب الثقة في مؤسسات الدولة.

الشائعة الأخيرة لم تكن حدثا منفصلا؛ بل خطوة محسوبة ضمن استراتيجية تعتمد على أدوات منخفضة التكلفة عالية التأثير، تستغل الفضاء الرقمي لإعادة تدوير الأكاذيب وتوجيه اللجان الإلكترونية نحو هدف واحد: التشكيك في شرعية أي استحقاق انتخابي داخل مصر.

**فبركة ممنهجة

مع انتشار الشائعة، لعب الإرهابي الهارب هيثم أبو خليل دورًا مركزيًا في تضخيمها. نشر سلسلة منشورات عبر حساباته يروّج فيها لادعاءات عن شراء أصوات، وضغوط على الناخبين، دون تقديم أي دليل أو صورة أو وثيقة، مكتفيا بما اعتاد عليه: روايات مرسلة مجهّلة المصدر تُستخدم لإثارة البلبلة وخلق موجة غضب افتراضية.

هذه الأساليب ليست جديدة؛ فأبو خليل، الذي يقدّم نفسه كناشط حقوقي، تحوّل تدريجيًا إلى أحد أهم مُشغّلي الدعاية السوداء داخل الجماعة، مستخدمًا لغة عاطفية واستدعاءات إنسانية زائفة لتمرير مضمون تحريضي.

**الداخلية ترد: لا أساس من الصحة

بعد ساعات قليلة من انتشار الشائعة، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا رسميًا أكدت فيه عدم صحة شائعات الإخوان، ونشرت عديد البيانات التي أكدت القبض على عناصر كانت بحوزتها كروت دعاية انتخابية وأموال تستخدم في شراء أصوات الناخبين لصالح مرشحين مستقلين، وأكدت وزارة الداخلية أن ما تم تداوله عبر صفحات الإخوان هو “فبركات إلكترونية تهدف إلى إثارة البلبلة وبث الأكاذيب”.

وجاء البيان مدعما بصور المضبوطات والتحقيقات الأولية، ليكشف الهوّة الهائلة بين الوقائع الفعلية وأكاذيب المنصات الإخوانية.

**وحدة الإعلام التعبوي في مدينة  فاتح بتركيا وراء الشائعات

تقف وراء هذه الحملات «وحدة الإعلام التعبوي»، وهي مجموعة سرية داخل تركيا، يديرها عدد من أبرز قيادات الإخوان الهاربين، وتعمل هذه الوحدة وفق ثلاث مهام رئيسية، فبركة المحتوى، إعادة تدوير لقطات قديمة وتعديلها لتبدو حديثة، وإدارة اللجان الإلكترونية، إطلاق موجات متزامنة من الشائعات في توقيت واحد لإرباك المشهد، وتوجيه الرسائل لقنوات التنظيم: مثل «الشرق» و«مكملين» والمنصات التابعة للإخوان.

وتضم هذه الوحدة كلا من يحيى موسى، وهو مسؤول الإعلام والتعبئة داخل التنظيم، والقيادي بالتشكيل المسلح «حسم»، والمحكوم عليه بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات.

علاء السماحي، قائد الجناح العسكري والمشرف على عمليات الفبركة.

هيثم أبو خليل، الواجهة الإعلامية الناعمة ومسؤول ترويج الأكاذيب للغرب والمنظمات الحقوقية.

أحمد مولانا، صاحب التأصيل الشرعي للعنف والتكفير وفاعل سياسي داخل حركة «ميدان».

رضا فهمي، رئيس المكتب السياسي لحركة «ميدان» وصانع خطاب التحريض الخارجي.

**«مركز إسطنبول».. غرفة الفوضى

تشير معلومات موثوقة إلى وجود مقر مغلق في حي فاتح بإسطنبول يضم غرف مونتاج احترافية مرتبطة بخوادم خارجية، وفريق إنتاج يعمل على مدار الساعة، وغرفة أزمات تُدار منها توجيهات تشغيل اللجان الإلكترونية، وهذا المركز لا يقتصر على إنتاج الشائعات، بل يدير إيقاع انتشارها وفق خطة معدّة مسبقًا: توقيتات الإطلاق، توزيع الرسائل، إعادة تدوير الأكاذيب، واستهداف شرائح معينة من الجمهور.

**خماسية التحريض.. من موسى إلى أبو خليل

يشكل كل من موسى، والسماحي وفهمي ومولانا وأبو خليل خلية متكاملة وهم موسى يدير ماكينة الدعاية والتعبئة، والسماحي يقود الذراع المسلحة ويوجه غرف الفبركة، وفهمي ومولانا يصنعان الخطاب السياسي والشرعي المحرض، أبو خليل ينفذ حملة التسويق الإعلامي للشائعات.

تؤكد هذه التحقيقات أن ما يجري ليس مجرد حملة عابرة، بل شبكة منظمة تعمل من إسطنبول لإرباك الدولة المصرية وتشويه الاستحقاقات الديمقراطية، ومع تصاعد الخناق الدولي على الجماعة بعد قرارات الحظر الأميركية، تبدو هذه المحاولات كآخر أنفاس تنظيم يتداعى، يحاول تعويض خسائره عبر الشائعات بعدما خسر الأرض والدعم والشرعية.

يظل وعي الجمهور، ودور الدولة في كشف الحقائق، السلاح الأهم في مواجهة ماكينة الإخوان التي تحاول بث الفوضى قبل خروجها النهائي من المشهد.

استطلاع راى

هل ترى أن مكافحة الفساد يجب أن تكون الأولوية القصوى لأعضاء البرلمان القادم؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5445 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image